تقع قرية "كوستينيتس" في جنوب شرق صوفيا على بعد ثمانين كم عن العاصمة البلغارية. عندما تفارقون الطريق السريع فإذا بمنظر لا يوصف يشمل قمم جبل "ريلا" و"رافني تشال" وقمة "بيلميكين". تتمتع منطقة قرية "كوستينيتس" بـتأريخ غني يرجع إلى ما قبل الميلاد. قد التقينا ب"ليوبكا كاتساروفا" عمدة القرية منذ عام 2015 حتى تروي قصة هذا المكان الرائع. قبل أن تتولى هذا المنصب عملت سيدة "كاتساروفا" كمدرسة ثم أصبحت كاتبة في البلدية.
تجذب قرية "كوستينيتس" السياح بما فيها من تأريخ وثقافة وطبيعة. ففي السنوات الأولى من تطور المنطقة مثلا تم إنشاء مدينة تراقية لا تزال بعض آثارها موجودة في يومنا هذا. في جزء القرية الشرقي تقع منطقة "كراستيتي" التي كانت آنذاك غابة بلوط قديمة. بالإضافة إلى ذلك فقد تم اكتشاف آثار قلعة وكنيسة مسيحية من الكنائس الأولى يعود إنشاؤها إلى القرن الخامس أو السادس. وفقا لأسطورة قديمة فهذا هو مكان تعميد السكان الأصليين. أما الكنيسة فلجأت الجيوش العثمانية إلى حيلة بحيث تمكنت من الاستيلاء عليها وذبح المخفيين فيها. في عام 1997 تم إنشاء المعبد الجديد تكريما لذكرى ضحايا المجزرة. من المعالم التأريخية والروحية الأخرى نجد معبد رئيس الملائكة ميخائيل الذي يرجع إنشاؤه إلى عام 1854 . إنه عبارة عن كنيسة ذات قبة وصحن وممرين كما وتحفظ الكنيسة على صور جدارية فريدة من نوعها. تتصف منطقة "بونارا" ببئر قديم. أما المنتجع الموجود بالقرب من القرية فيرتبط اسمه بأسماء أبرز الكتاب والشعراء والمفكرين البلغار.
لا يزيد عدد سكان قرية "كوستينيتس" على 3700 نسمة تأتي نسبة 18 % منهم من الغجر. لا تزال نسبة البطالة نسبة عالية جدا فلذلك يعمل بعض السكان في العاصمة أو في مدينة بلوفديف . تختص المنطقة بالينابيع المعدنية الحارة الغير إشعاعية بل تتكون من النتريوم والفلور والكربون والكبريتات. هذه العوامل أدت إلى إنشاء منتجع حديث في عام 1960.
"إن المياه المعدنية ثروة ولكن للأسف لا أحد يهتم بترميم المنتجع .. ما أقصده هو الحمام وقاعة المعالجة الحديثة وحوض السباحة بالحجم الأوليمبي. صاحب المنتجع هو شركة مساهمة لا تكترث به إطلاقا."
روت "ليوبكا كاتساروفا" أيضا قصة المهن التقليدية الموروثة منها صناعة السكاكين ونقش الخشب. أضافت العمدة : "نبذل كل ما بوسعنا من أجل الحفاظ على التقاليد والثقافة. إننا أُناس لا يستسلمون بسهولة !" مشددة على رغبتها في تطوير السياحة المحلية مما سيؤدي إلى جذب الشباب إلى المنطقة.
حصل وزير السياحة نيكولينا آنغيليكوفا على جائزة "شخصية السياحة في منطقة البلقان في عام 2015 والوزير ذو المساهمة الخاصة في تطوير القطاع" من الاتحاد البلقاني للمنظمات الفندقية. وقد تم تسليم الجائزة في حفل من قبل وزير التنمية المستدامة والسياحة في الجبل..
في السنوات الأخيرة أصبح من أغراض بلغاريا الرئيسية غرض تحويل الواقع السياحي المثبت أي قضاء الصيف على شاطئ البحر وقضاء الشتاء في المنتجعات الجبلية مما سيؤدي إلى تحويل البلاد إلى بلاد يقصدها السياح على مدار السنة. هذه هي أفضل طريقة لاستخدام المعالم..
فراتسا هي واحدة من المدن البلغاريات الخمس التي تلقت دعوة للمشاركة في المعرض الدولي للسياحة في باريس في عام 2017. وجاء الاعتراف بسبب تقديمها المثير جدا في المعرض السياحي "السياحة الثقافية" في فيليكو ترنوفو. وهنا بعض من مناطق الجذب السياحي لعرض المنطقة..