إذا غادرَنا فنان مبدع ودعناه بالتصفيق وكرمناه بالفن الذي عشقه وتألم من أجله وعاش في أحضانه. فالحفل الموسيقي إحياء لذكرى السيد بارماكوف يقام بعد بضعة أسابيع من وفاة أحد أفضل موسيقيي الجاز البلغار. وقد أقيم الحفل ليلة أمس عزف فيه بعض أبرز أصدقائه في مجال هذا الفن من ستونجي وإيفان ليتشيف وفاسكو كرابكاتا وجيفكو بيتروف وأنتوني دونتشيف وغيرهم، فضلا عن ممثلين مثل إسحاق فينتسي.

ويذكر أن السيد بارماكوف من أبرع موسيقيي الجاز الذين شهدتهم بلغاريا البتة وهو شخصية بارزة تملك حس الفكاهة ومنبع أفكار إبداعية لا ينضب.

وفي هذا السياق يقول زملاؤه إن أهم ما خلفه بعد مماته هو الموسيقى وهي التي تجمع بينهم الآن. ومن أولئك عازف السكسوفون فلاديمير كارباروف وهو من موسيقيي فرقة "زونا سي"، الذي قال لإذاعة بلغاريا:

"إن هذه الفرقة تأتي بمثابة أفضل تعليم يمكن تلقيه بالنسبة إلي. وقد التحقت بها وأنا في 18 من العمر. وعلينا أن نحتفظ بما ورثناه عن فاسكو.

"إنه كان ذا موهبة جبارة وروح إبداعية منقطعة النظير، وكان يحول إلى الفن كل ما يلمسه. ومما يدل على مدى إبداعيته والمواهب التي وهبه الله إياها الكتاب الذي أصدره وضمنه قصصا وقصائد من تأليف ونظمه. فقد كان شخصية لا تتسع لها القوالب المألوفة."