في يوم إجراء الاستفتاء العام في بريطانيا لتأييد أو معارضة عضويتها في الاتحاد الأوروبي أوحى ما صرح به الرئيس الألماني يواخيم غاوك بالتفاؤل فقد قال: "إن الاستفتاء العام سيشجع المواطنين الأوروبيين والديمقراطيين المقتنعين على استعادة إيمان الناس بالقيم الأوروبية مهما كانت نتيجة الاستفتاء." فقد وصل الرئيس الألماني إلى بلغاريا في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام تلبية لدعوة من نظيره البلغاري روسين بليفنيلييف. حيث تناول الرئيسان في مباحثاتهما موضوع العلاقات الاقتصادية الثنائية والأمن الأوروبي عشية قمة حلف الأطلسي في وارسو.  وبالإضافة إلى هذين الموضوعين طرح مسألة هامة أثناء زيارته لبلغاريا ألا وهي إعادة قراءة النظام الشيوعي.

"إن الماضي يترك آثاره الدائمة على الحاضر وقد قطع الشعب الألماني طريقه الصعب المؤلم إلى الاقتناع بأنه لا بد أن تعيد قراءة أخطائك ومسؤوليتك في إبان النظام الشمولي. فإذا كانت بلغاريا بحاجة إلى خبرتنا وإسداء عوننا إليها فنحن على استعداد تام لذلك."

ومن جانبه أكد الرئيس البلغاري على حسن العلاقات بين البلدين بدليل أن ألمانيا هي أهم وأكبر شريك تجاري واقتصادي لبلغاريا بمعدل تبادل السلع بلغ 6.3 مليار دولار عام 2015 فتقع في المركز الرابع من تصنيف المستثمرين الأجانب باستثمارات تقدر بـ 2.6 مليار دولار.

"إننا نحن البلغار والألمان ندافع عن القيم الأوروبية ونؤمن بأن الرد الصحيح الوحيد على التحديات المعاصرة هو الرد الأوروبي المشترك من أجل المزيد من التكامل والتعاون وسيادة القواعد وليس سيادة القوة والمصالح. ففي ظل التحديات التي تواجهها أوروبا وأمنها نعتبر أن التعاون في مجال الدفاع والمسائل الأمنية هو في منتهى الأهمية اليوم. ونحن على قناعة بأن لقاء قمة حلف الناتو سيستعرض مدى وحدة الحلف وقدرته على ضمان الأمن والدفاع الجماعي لكل الحلفاء بما في ذلك دول الجناحين الجنوبي والشرقي."

ويرى الرئيس البلغاري أنه من الأهمية الخاصة بالنسبة للأمن الأوروبي هو قبول بلغاريا ورومانيا السريع في منطقة شنغن وكان رد نظيره واضحا تماما: "إن الاتحاد الأوروبي يتوقع من بلادنا تعزيز أركان دولة القانون لأن العضوية في منطقة شنغن ليست مجرد مسألة فنية".

"يقلقنا أن الأعمال الطارئة التي تشهدها أوروبا الشرقية تجعلنا نفكر في زيادة دور حل شمال الأطلسي، فلا بد أن يتابع شمال شرق أوروبا وجنوب شرقها على السواء، مما لا تنتبه إليه بعض دول أوروبا الغربية ومجتمعاتها. فمن الضروري اطلاع هذه المجتمعات على الواقع البلغاري لأن معلوماتنا لا تزال ناقصة في هذا الشأن."

وكان الاستفتاء العام البريطاني من أبرز المواضيع التي تطرق إليها الرئيسان، حيث قال السيد غاوك: "إننا ننظر إلى المملكة المتحدة نظرة القلق والأمل كوننا أوروبيين مقتنعين وسيسرنا إذا لم يجعل هذا الاستفتاء دولا أوروبية أخرى تضع عضويتها موضع الشك"، مضيفا:

"يجب أن نزيد نحن الدول الموالية لفكرة أوروبا المتحدة مستوى التعاون حتى نواجه الحركات الغوغائية التي تعبر عن شكوكها في المشروع الأوروبي، فمع أنها قليلة العدد نسبيا إلا أنها قادرة على استدراج أناس كثيرين. فعلى الساسة والمجتمعات المدنية التصدي لهذه الحركات."

ومن جانبه قال الرئيس بليفنيلييف: "إن الاتحاد الأوروبي هو الوصفة الوحيدة للسلم في القارة العجوز فأنا على يقين أن الاستفتاء البريطاني سينجح"، مضيفا:

"إنني متأكد أن كل واحد منا سيتساءل في هذه اللحظة الحاسمة عما سيترتب على القرار التاريخي. وأتمنى أن يدرك البريطانيون كلهم معنى الاتحاد الأوروبي، فآمل أن نحافظ على مشروع السلام هذا للأجيال القادمة."