Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

لن تتحسن حالة بلغاريا عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

БНР Новини

تعتبر بلغاريا من الدول الموالية للاتحاد الأوروبي وبذلك تختلف اختلافا جذريا عن موقف المملكة المتحدة الوشيكة على مغادرة الاتحاد. وقد قال أحد حكماء السياسة عبارته الشهيرة "لا توجد صداقة خالدة بل توجد مصالح أبدية" وقد أكد الوضع الراهن أنه كان على صواب، إذ لا تجد بريطانيا بقاءها في أوروبا المتحدة من مصلحتها. فيما تبقى بلغاريا في أحضانه إذ ترى ذلك من مصلحتها. فلم يتوافق طرفا أوروبا على نفس الرأي.

أتى انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007 عليها بالخير والشر على السواء إلا أن الكفة الإيجابية هي المرجحة. بينما لم تستفد بريطانيا من الاتحاد استفادة تذكر إذ كانت أصلا عضوا فيه له خصوصية تميزه عن باقي الدول الأعضاء، في وقت كانت بلغاريا خارج نطاق اهتمام المملكة من النواحي الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية. وبلغاريا هي الأخرى لم تبد اهتماما كبيرا بالواقع البريطاني إلا في مجال كرة القدم.

ومن هذا المنظور لا يعني إلغاء عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي أي معنى حيال العلاقات الرسمية التي تربط بينها وبين بلغاريا ببعض الاستثناءات منها الحفاظ على عضوية البلدين في حلف شمال الأطلسي ومن ثم فبينهما صلة الشراكة وقد تكون أهم من العلاقات التجارية في الوقت الحاضر.

ومهما كان الغموض الذي يحيط بمستقبل المملكة المتحدة في القارة العجوز كبيرا في ظل عدة تطورات ممكنة فقد بقي الخطر الواقعي لتقلص خزانة بروكسيل بشكل ملحوظ بعد أن تتوقف العاصمة البريطانية عن تسديد قسطها السنوي الذي ليس بقليل علما بأن بعض الحسابات تدل على كون 500 مليون يورو من المخصصات المالية التي تحصل عليها بلغاريا يعود مصدرها إلى الخزانة البريطانية مباشرة، مما يعني أن الأموال الأوروبية المخصصة لبلغاريا ستقل وسيرتفع القسط المترتب عليها تعويضا عن الفجوة التي سيسفر عنها انسحاب المملكة في الخزانة الأوروبية.

ومن المهم جدا مصير البلغار المغتربين في بريطانيا الذين يناهز عددهم مئتي ألف شخص بين طالب وعامل هناك والذين يعيلون ذويهم في الوطن. ومنهم من يحمل الجواز البريطاني ومن يملك إقامة مؤقتة ومن يعمل بشكل غير قانوني. فلا مفر أن تؤثر التعديلات القانونية الخاصة بالهجرة نتيجة مغادرة البلاد للاتحاد الأوروبي. الأمر الذي سيؤدي حتما إلى تقلص الأموال الموجهة إلى بلغارية.

أما مستوى التبادل التجاري بين الدولتين والاستثمار الأجنبي المباشر وحرية نقل رؤوس الأموال فربما لن تشهد البلدان عليه أي تغيرات ملحوظة، لعدد من الأسباب منها العلاقات التجارية والاقتصادية المتواضعة بين البلدين واستبعاد وقوع أي عزلة اقتصادية كبيرة تجاه لندن بعد مغادرته القارة. وبالأحرى سيبقى البريطانيون من أكثر السياح الذين يزورون المنتجعات والمصايف البلغارية للظروف المناسبة التي تقدمها.

أما أكبر ما نتوقعه من تغيرات فيخص وضع أحد أكبر ثلاثة مراكز مالية في العالم ألا وهو لندن، فقد أعرب الكثير من البنوك المحلية الأجنبية عن قرار نقل مراكزها إلى دول الاتحاد الأوروبي منها فرنسا وألمانيا، إلا أن هذه الأمور لقلما تهم المواطن البلغاري الذي يعجز عن المشاركة في الأسواق المالية العالمية في أغلب الأحيان. كما أن معظم البنوك البلغارية تملكها مؤسسات مالية في الاتحاد الأوروبي.

أما أسوأ ما ورد في التكهنات فهو احتمال تفكك الاتحاد الأوروبي التدريجي على أثر مغادرة المملكة المتحدة أو إعادة هيكلته إلى حد ستضطر عنده بلغاريا إلى تركه. إلا أن ذلك لا زال مجرد تنبؤ نتمنى ألا يقع على بلغاريا إذ إنه سيأتي بكارثة حقيقية بالنسبة لها.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

رفع الاحتكار عن سوق الغاز – أمر واقع

كان على المواطن البلغاري الراغب في شراء الغاز لمنزله أو لشركته التوجه بذلك إلى شركة "بلغارغاز" الحكومية أو شركة "أوفرغاز" الخاصة، حيث كانت كلتا الشركتين تبيعان الغاز الروسي ومن ثم لم تتنافسا تنافسا يذكر فقد اتفقتا على توزيع نفوذهما على السوق..

نشر بتاريخ ٨‏/٧‏/٢٠١٦ ١:٠٤ م

حوالي 10000 شركة تعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات في بلغاريا

في قطاع تكنولوجيا المعلومات في بلغاريا حوالي 000 10 شركة، معظمها من الصغيرة والمتوسطة. "بلدنا تؤسس نفسها كمركز للتطوير في أوروبا وتكتسب شعبية دوليا"، قال مدير الهيئة التنفيذية لتعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ماريتا زاخارييفا. وأعربت عن أملها في أن..

نشر بتاريخ ٦‏/٧‏/٢٠١٦ ٢:٥٤ م

بوريسوف يلتقي مع ممثلي كبرى الشركات العائلية الألمانية

"بلغاريا كانت دائما ميالة الى  قطاع الأعمال الصحيح، والشركات الألمانية التي تعمل في بلدنا أثبتت أننا كحكومة مستعدون لمساعدة أي مستثمر من ألمانيا." قال رئيس الوزراء بويكو بوريسوف في اجتماع مع وفد رسمي من المؤسسة الألمانية للشركات العائلية. ويضم..

نشر بتاريخ ١‏/٧‏/٢٠١٦ ٥:٢٠ م