يعتبر مشروع Black Sea View مشروعا فريدا من نوعه صاحبه هو المصور مارين كارافيلوف. فلأول مرة سيتم تصوير ساحل دولة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه في صورة ضخمة واحدة متكونة من 25000 صورة منفصلة بدقة إجمالية تعادل 900 غيغابكسل.

واستطاع هذا المشروع جمع عدة شباب للتشارك في تحقيقه الذي تطلب من العمل الشاق والجهود المبذولة ما يصعب علينا تصوره. من أولئك السيد ستويان ستويانوف حيث دعي إلى المشاركة في المشروع مديرا لتسويقه. وقد تخرج من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة، ثم درس لغات أجنبية وتخرج في تخصص "العلاقات الاقتصادية الدولية وإدارة الأعمال"، لإرضاء عائلته، على حد تعبيره. كما أن الرجل الشاب يعمل غطاسا ومصورا فوتوغرافيا رغم أنه ابن 31 عاما.

"إن المشروع منقطع النظير ولا سابق له على هذا النطاق. وللصورة إجمالي دقة بانوراما 360 درجة، ما يمكّنك من رؤية المنطقة بأكملها بما في ذلك موقع فندقك. وبذلك أتحنا فرصة التمشي على شواطئ البحر الأسود للجميع - كبارا وصغارا."

هذا ووظف السيد مارين من أمواله في تحقيق المشروع، وأول الأمر أعرب أصدقاؤه عن شكهم في تدبير تركيب الصورة الضخمة بنفسه كونه لا يملك البرنامج المناسب لذلك. فساعده في هذا الأمر المصممون الذين عملوا أكثر من 500 ساعة خلال ما يتجاوز سنة كاملة. وتم التقاط كل صورة عن طريق إحداثيات GPS فيمكن تحديثها في حال وقوع أي تغيير في الموقع. واللافت أنه تم التقاط نسبة 30 في المئة من صور من على متن قارب على بعد 250 مترا من شاطئ البحر، أما بقية صور فتم التقاطها بكاميرا "درون" ولم تخل العملية من صعوبات بطبيعة الحال. ويمكنكم الاطلاع على المعالم الأثرية والمعمارية والمواقع السياحية والطبيعة الخلابة التي تميز ساحل البحر الأسود البلغاري، وذلك في الموقع الإلكتروني لمشروع Black Sea View. ويرى السيد ستويان أنه يجب ألا نأخذ على محمل الجد الأخبار التي تسكبها وسائل الإعلام فوق رؤوسنا عن مشاكل الشواطئ من إفراط الإنشاء  مثلا، إذ بات يلاحظ تغيرات إيجابية في هذا المجال ومنها على سبيل المثال تحسين الظروف التي يقدمها أصحاب امتياز تنظيم الشواطئ، والخدمات التي يجدها السياح في تحسن ملحوظ. وفي هذا الشأن يعتبر المشروع شريكا جيدا للقطاع السياحي في البلاد. ويذكر أن القائمين عليه سيتقدمون لتسجيله في موسوعة الأرقام القياسية. إليكم التفاصيل عن المشروع من السيد ستويان:

"سيتم عرض هذا المشروع في مدينة بورغاس في صورة بانوراما يفوق طولها عن كيلومتر كامل في تركيب شبيه بشريط التسجيل مركب على منشأة طولها 6 أمتار وارتفاعها 2.4 مترا. فسيتحرك الشريط ببطء حتى يستمتع جميع من يمر من أمامه بجمال شواطئ البحر الأسود وفكرتنا هي التوجه بهذا المشروع إلى كل محبي البحر بالتهنئة بمناسبة يوم البحر الأسود الذي نحتفل به في 31 من تشرين الأول. وإنني أجد فن التصوير الفوتوغرافي أداة تري الناس الجمال وتساعدهم على اكتشافه حتى يحتفظوا به ويقيموا كل ما يستحق افتخارنا به. إذ نعيش في الآونة الأخيرة حالة من تقلص الأخلاقيات والثقافة والإيمان. فأود أن أرغّب مستمعيكم في التفرج على جمال الشواطئ البلغارية وإلقاء نظرة جديدة عليه.