تعتبر أعمال الدكتور "بيتر ليونديف" النمط الكلاسيكي فيما يتعلق بغرض الأغاني الفلكلورية وأغاني الأطفال الخاصة للجوقات والمشهورة في كل أنحاء العالم. ساهم الدكتور مساهمة كبيرة في مجال علم الفلكلور الموسيقي بوصفه دكتورا مساعدا في معهد البحوث الفنية التابع للأكاديمية البلغارية للعلوم. قد سجل أكثر من 40000 أغنية تراثية أو لحن تقليدي وذلك نتيجة نشاطاته الفعالة في جميع أجزاء البلاد. كما وألف الدكتور "ليونديف" الكثير من الكتب والرسائل حول موضوع الفلكلور منها "الفلكلور الموسيقي في قرية "بلغارين" في منطقة بلدة "خارمانلي"" و"هيكلة عناصر العمليات التشكيلية في إطار الألحان التراقية التقليدية" وإلخ. يعبر أجيال مختلفة من المختصين الشباب عن شكرهم فهم تطوروا تطورا احترافيا بفضل محاضرات الدكتور في جامعات "بلاغويفغراد" و"فيليكو تارنوفو" و"صوفيا" و"بلوفديف". نال الدكتور "ليونديف" جائزة بلدية "سليفين" للأدب والفن "دوبري تشينتولوف" (2011) لمساهمته الاستثنائية في تطوير الحياة الموسيقية في مدينة "سليفين". إنه أيضا مواطن محترم في مسقط رأسه "خارمانلي" الذي يعتبر منتطقة غنية بالثقافة التقليدية والموسيقى الفريدة. كانت جدته تغني الأغاني التراثية المحلية وكان جده من محبي ذخيرة موسيقى آلات النفخ أما أبوه فكان مدرس الموسيقى في المدينة.

فيما يلي تعليق الدكتور "بيتر ليونديف" على تحضير الاحترافي ودراسته :

"درست في مسقط رأسي "خارمانلي". عندما كنت في ال14 من عمري جعلني أبي أنضم إلى مدرسة الموسيقى في صوفيا مع أختي "ماغدالينا" التي تعزف على البيانو بصورة جميلة فعلا. عزفت على الكمان تحت إشراف أساتذة رائعين. ثم انضممت إلى الأكاديمية الموسيقية. كان عندي حلم بأن أنجح في الفن. لحسن الحظ بعد سنتين ظهرت الدورة الأولى الخاصة بعلماء الموسيقى وقداة الأوركسترا. كان الامتحان صعبا للغاية. قبلوا 5 مرشحين فقط من أصل 48-50. حدث ذلك عام 1957. تلقيت دروس التأليف على يد أشهر المدرسين والفنانين وهم "فيسيلين ستويانوف" و"باراشكيف خادجييف" و"مارين غوليمينوف" و"زدرافكو مانولوف". أما "ستويان دجودجيف" أحد أكبر علماء الموسيقى فتعلمت على يده الموسيقى التراثية. ثم كتبت رسالة تم إصدارها في كتاب الآكاديمية الموسيقية. دعوني أعمل في معهد البحوث الموسيقية وأنا لم أزل أدرس في الأكاديمية. عملت هناك ما يقارب من 32 عاما ثم اتجهت إلى التأليف الموسيقي."

هكذا حقق حلم الدكتور "ليونديف" ثم حصل على جائزة ذات هيبة. تم فيما بعد إدماج بعض أغانيه الفلكلورية إلى سلسلة الألبومات "ألغاز الأصوات البلغارية" للمنتج السويسري "مارسيل سيليي" التي فازت ب"غرامي" عام 1990.

"تنتشر أعمالي الموسيقية في كل أنحاء العالم وذلك بفضل الفرق التي تقوم بأدائها. لا نعرف إلا قليلا حول قائد الأوركسترا البلغاري وعالم الموسيقى "ليوبين بوتوشاروف". هو أول من قاد أغنية لي ثم سجلها في إذاعة بلغاريا الوطنية. أنا كنت في الإستوديو أيضا. أما "مارسيل سيليي" فيجب القول بأنه ساهم مساهمة عظيمة في مسير الموسيقى البلغارية فبفضله بدأت الموسيقى انتشارها في كل أنحاء العالم. كنت راضيا للغاية حين دعاني "مارسيل" إلى بيته في سويسرا. كان أسبوعا رائعا. قمنا بالتزلج على الثلج في الألب. لن أنسى هذه اللحظات أبدا. تعرفت على زوجته التي واصلت مشاريعه بعد وفاته. كما وتعرفت على ابنه "أليكساندار" الذي أيضا يقوم بانتشار الموسيقى البلغارية."

السنة الجارية يحتفل الدكتور "ليونديف" بذكراه ال80 الأمر الذي يجعله يفكر في حياته:

"إنني سعيد أنه كل يوم أعثر على دول جديدة يقوم بعض الموسيقيين فيها بأداء أغاني. الآن أريد فقط التركيز على تأليفاتي. في بداية العام الجاري اعتزمت تأليف أغان موجهة نحو الأطفال. لمدة 4 أو 5 أشهر كتبت 50 أغنية تقريبا. أما نصوصها فألفتها طالبة لي ذات موهبة شعرية هائلة."