في الحقيقة الموضوع كان الترشيح الرئاسي المجهول للحزب الحاكم "غيرب" عندما قال رئيس الوزراء "بويكو بورسيوف" في مقابلة تلفزيونية إن وضع بلغاريا من حيث سياستها الخارجية معقد للغاية. ربما كان يريد أن يجعل الجمهور يقبل صورة الرئيس وقائد القوات المسلحة القادم الذي سيضمن أمن البلاد. وربما يرى السيد "بويكو بوريسوف" أن هذه الصورة صورته. هل هذا صحيح؟ لا نستطيع أن نقول بعد ولكن من المؤكد أن رئيس الوزراء لن ينسحب من منصبه الحاضر أو حتى من منصب رئيس الدولة المحتمل بدون أي ضرر.
الأسبوع الماضي في سانت بطرسبرغ تم اللقاء الذي طال انتظاره بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. على هذه المفاوضات وإن كان بطريقة غير مباشرة تعتمد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وذلك على خلفية مفاوضات الانضمام التي تجري منذ ثلاثة وخمسين عاما. ليست بروكسيل فحسب التي نظرت إلى سانت بطرسبرغ بل وصوفيا التي تهتم بمشاريع الطاقة التي تخص بلغاريا. تعتبر امدادات الطاقة من الامدادات المهمة جدا بالنسبة لبلادنا إلى درجة أن هذه الامدادات تتميز أيضا بأهميتها الجيوسياسية. لا يعجب هذا الاعتماد على الطاقة بلغاريا ولا شركاءها الأمريكان. إضافة إلى ذلك فإن الاعتماد هو بالضبط السبب الأساسي للاتجاه البلغاري المتغير من ناحية سياسات الطاقة. يتغير الاتجاه حسب اتجاهات الجزب الحاكم أي الأحزاب الاشتراكية أو الأحزاب المحافظة التي تتعامل مع الدول الغربية. قبل أربعة عشر عاما حينما أصبح الزعيم السابق للحزب الاشتراكي البلغاري "غيورغي بارفانوف" رئيس الدولة تم الاتفاق على ثلاثة مشاريع طاقة روسية في بلغاريا هي المحطة النووية "بيليني" وخط الغاز "التيار الجنوبي" وخط النفط "بغراس-أليكساندروبوليس". لم تتحقق هذه المشاريع قط ولكنها لا تزال على الخشبة السياسية. لا يقف ضدها السياسيون المحافظون فقط بل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في البداية رئيس الوزراء "بيوكو بوريسوف" أيضا كان ضد هذه المشاريع بحيث قال خلال مؤتمر مع رجال أعمال أمريكان إن بلغاريا أوقفت الخطط الروسية. لكنه اتخذ اتجها جديدا عشية اللقاء بين بوتين وأردوغان. اعتمادا على موقف المفوضية الأوروبية من الالتزام بالحقوق الأوروبية يقبل رئيس الوزراء إكمال بناء المحطة النووية "بيليني" وإكمال مشاريعي "التيار الجنوبي" و"بورغاس – أليكساندروبوليس" على حد سواء.
هذا التغير في اتجاه سياسة الطاقة يمكن تفسيره بالمخاوف المرتبطة بالمنافسة في سوق المنطقة التي تمثلها روسيا وتركيا. قد يؤدي الاتفاق بين الحكومتين في موسكو وأنقرة إلى خسر بلغاريا فقد دارت المناقشات في سانت بطرسبرغ حول محطة نووية جديدة في تركيا من السهل عليها سد حاجات المنطقة. لا يقتصر هذا السيناريو على الطاقة النووية فقط بل ويشمل خط الغاز "التيار الجنوبي" وبديله "التيار التركي" القائم منذ عام 2014. بعد اللقاء مع أردوغان في سانت بطرسبرغ أكد الرئيس الروسي أنه يعرف نية بلغاريا لانتعاش المشروع الغازي ولكنه طلب وعودا "حديدية" تضمن تحقيقه وخاصة بعد استثمارات موسكو وخسائرها.
على خلفية الاتفاق بين روسيا وتركيا نجد بلغاريا تلعب دور الخاسر. هذا ليس مفاجأة إطلاقا فالسياسة المنظمة لا تعتبر من الخطوات نحو النجاح أبدا. إذن من هو الذي سيحل مشاكل البلاد بعد "بويكو بورسيوف"؟
"القوموية تعود مرة أخرى في البلقان دون أن تكون قد تركتها أبدا". هذا القول مثير للقلق للمؤرخ البلغاري الشهير البروفيسور أندريه بانتيف ويمكن أن نستخلصه كواحد من الاستنتاجات الرئيسية للمؤتمر في صوفيا بمشاركة من كبار الدبلوماسيين البلغاريين. المنتدى، الذي..
ناقشمجلس العدل والشؤون الداخلية هذا الأسبوع في لوكسمبورغ الحاجة إلى تسريع عملية التأمين التقني للحدود الخارجية للاتحاد. وفي المنتدى طرحت ألمانيا مسألة التغير السريع في قواعد اللجوء وإصلاح ما يسمى بنظام دبلن حتى أوائل عام 2018. في هذا الصدد، ناشد وزير..
انطلقت الوكالة الأوروبية لحراسة الحدود وخفر السواحل رسميا في 7 اكتوبر على الأراضي البلغارية، ويراقب الآن 190 من ضباطها ليس الحدود مع تركيا فحسب، بل الحدود مع صربيا. لكن هذا لم يمنع من قيام العديد من الاحتجاجات منذ يوم الجمعة ضد المهاجرين في البلاد في..