Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

مدينة توتراكان

Photo: Архив
توتراكان مدينة صغيرة مطلة على نهر الدانوب والسهول الخاوية على الشاطئ الروماني. وهي مدينة لا يزورها السياح بشكل ناشط ربما بسبب كونها موقعا سياحيا بعيد عن العاصمة وبسبب الحالة المأسوية للبنية التحتية. ولكن إذا كشفه الزائر مرة واحدة فتظهر فيه الرغبة في الزيارة المستمرة له.
أول شيء والذي يجذب الزوار عند دخول مدينة توتراكان هو النهر الواسع، حيث تنعكس أشعة الشمس. وتتصف المنطقة بتنوعها الكبير من الطيور التي تعشش في مناطق الرطوبة القريبة. وما يذهل بصر السياح أيضا هو الوجه الوسيم للمباني الجميلة التي بُنيت على نماذج المدن الأوروبية الغربية المطلة على نهر الدانوب. فتطل واجهات المباني على الشارع التي تمتد على ضفة النهر.
افتخرت المدينة في أوائل القرن الماضي برجالها المثقفين المشهورين. وزخرت بالكثير من المطابع، حيث تم طباعة جزء كبير من الصحف والكتب في البلاد، وتفرغ سكانها آنذاك لنشر الكتب والذي اُتبر نشاطا مربحا. أما جزء آخر من أهلها مارسوا صيد السمك ولذلك وصفهم الرحالة العثماني الكبير أوليا جلبي بـ"أصحاب سهل الدانوب"، عندما عبر الآراضي البلغارية خلال القرن الـ15. وأورد في مؤلفاته بأن صيد السمك ليس حرفة يتفرغ لها فقط الرجال المحليين، بل نسائهم أيضا. وحتى اليوم يجيد سكان المدينة طرق عديدة لصيد السمك ولتخذينه لمدة أطول ويحضرون منه شوربة خاصة فقط لهذه المنطقة من بلغاريا. وهناك متحف فريد من نوعه، ألا وهو "متحف صيد السمك وصناعة القوارب". وللمزيد من التفاصيل، نقدم لكم مديرة المتحف، دانييلا إيفانوفا:
"مثير للاهتمام هو صيد الأسماك برمح. ويُصطاد به السمك في الليل، حيث يشعل الصياد شعلة ويعلقها على القارب وهذا من أجل جذب السمك الذي يتجه إلى نور وحرارة الشعلة. وهكذا عندما يصل السمك بقرب من سفح النهر، يرمي الصياد الرمح ويصيبها به."
ويتمكن الزوار من رؤية معرض صور فوتوغرافية لأسماك فريدة من نوعها تم اصطيادها في هذا الجزء من النهر. نرى مثلا، سمكة بطرس بوزن 400 كيلوجرام بطول نحو 5 أمتار، تم صيدها في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي. وإلى جانب صيد الأسماك، اشتهرت مدينة توتراكان بتطوير صناعة القوارب. وتم تشغيل حوالي 10 مصانع للقوارب في المدينة وكانت منتجاتها مصدر خارج البلاد للأسواق الأوروبية، في أوائل القرن الماضي. اليوم، تُعتبر صناعة القوارب أكثر ربحا من صيد السمك ولذلك اُضطر الكثير من صياد السمك على البحث عن العمل الجديد في العاصمة. ولذلك نرى اليوم، الكثير من البيوت المغادرة والمهجورة والتي بدأ مؤخرا ترميمها في إطار مشروع أوروبي يرمي إعادة بناء بعض الأجزاء من المدينة كموقع سياحي. ومن المتوقع أيضا أن يتم تشغيل قطار للسياح، يقودهم إلى معالم حارة صيادي السمك والحديقة العامة، والتي هي سبب كافي لزيارة المدينة، إذ أنها تحتضن الكثير من الأنواع النباتية النادرة وتزخر بالأماكن المناسبة للاستراحة والاستجمام ورصد الطبيعة الخلابة المحيطة بالمنطقة.


Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

الشمسيات على الشواطئ البلغارية مجانية من العام المقبل

ينتظر سياح شواطئ البحر الأسود في بلغاريا خبر سار ألا وهو كون مظلات وأرائك السواحل مجانية اعتبارا من العام القادم. هذا ما تنص عليه الخطة النموذجية لتطوير السياحة والتي وضعتها وزارة السياحة. فإن سعر الظل يتراوح حاليا ما بين 10 ليفات و50 ليفا على حسب..

نشر بتاريخ ١٧‏/٨‏/٢٠١٥ ١٢:٤٩ م

فَراش وسحلبيات برية وغيرها من عواطف جميلة في طبيعة قرية بورينو

لطالما حظيت قرية بورينو الواقعة في جبل رودوبا بإقبال السياح المتزايد لجمال بيوت الضيوف والأطباق اللذيذة والطبيعة الخلابة فيها. فمما يميز هذه المنطقة الجبلية الصخور الشاهقة التي تحلق فوقها النسور والعقبان والأودية الوعرة التي تدوخ الرأس والأغوار..

نشر بتاريخ ١٥‏/٨‏/٢٠١٥ ٩:٠٠ ص

ركوب الخيل يبقي السياح في بلغاريا

إن قرية كيركوفو كانت قرية منسية واقعة على الحدود مع اليونان مثلها مثل غيرها من قرى حدودية قابعة في سفوح شرق جبل رودوبا ولكن الأمر تغير جذريا بعد فتح نقطة عبور ماكازا-نيمفيا قبل سنتين مما جعل القرية الصغيرة على الطريق الجديد المؤدي إلى المصايف..

نشر بتاريخ ٤‏/٨‏/٢٠١٥ ٣:١١ م