منذ سنوات تعرض قطاع الأعمال الحرة في العالم إلى أزمة مالية خانقة، ولا تزال بعض الدول تحاول أن تتداركها، وخلال هذه الفترة العصيبة، كانت رغبة الكثير من الشباب أن يبدأوا عملهم الخاص. أشبه بمجازفة تشارف حد الجنون، وفي كثير من الأحيان وجدوا انفسهم ضحايا أحلامهم، بدل أن يصبحوا رجال أعمال، "لا تتوقف عن ملاحقة هدفك" ينصح أغلب الناجحون، ولكن هل هذا ممكن في مثل هذه الأوقات المالية الصعبة؟
نعم، يجيب بتكو إيفانوف، وهو طالب في كلية الاقتصاد الدولي، يعمل في مشروع "تكنو ستارت" بعد فوزه بمسابقة "طالب العام" عن رتبة العلوم الاجتماعية والقانونية. حيث بدأت وزارة الاقتصاد والطاقة في بلغاريا مشروع "تكنوستارت" لتحفيز الشركات الطلابية ورجال الأعمال الشباب. وقد خُصصت لهذا الغرض أربعمئة ألف ليفة (ما يعادل مئتي ألف يورو) للمساعدة على تنفيذ عشرين خطة عمل. ويوضح إيفانوف:
"يتيح المشروع لمن تتوفر لديهم أفكار خلاقة في مجال الأعمال أن يتقدموا بمقترحاتهم، وسيحصلون على تمويل مجاني، بقيمة عشرين ألف ليفا، هكذا نوفر الفرصة لأولئك الذين لا يملكون أية تجربة، أن يكتسبوا بعض المهارات والمعارف العملية. شرط التقدم إلى مشروع "تكنو ستارت" ان يكون المتقدم من طلاب الجامعة أو الدراسات العليا، أو ان يكون أنهى دراسته الجامعية ونال شهادة البكالوريوس أو الماجستير هذا العام، والأفكار التي سيتم تمويلها، ينبغي أن تكون في إطار الصناعات التحويلية وخدمات التكنولوجيا المعلوماتية والبحث العلمي، وثمة شرط آخر، على المترشحين أن يستثمروا عشرة بالمئة من المبلغ الكلي، من أجل تعزيز الشعور بالالتزام والانغماس في العمل، ولكن هل يتحول هذا الشرط إلى "حجر عثرة" في وجه رجل الأعمال الشاب؟
"ينبغي توفير المبلغ المطلوب منذ لحظة الموافقة على المشروع، كي يحصل المرشح على باقي المال من خلال حسابه المصرفي، وقد وضعنا شرط أن لا تقتصر العشرة بالمئة، على الأصول المالية، بل تشمل المعدات أيضا، بإمكان المتقدم الإعلان عن اقتناء محمول بقيمة ألفي ليفا مثلا، وبالتالي اعتقد لن تواجه أغلب الطلاب أية مشاكل.
على الرغم من أن مبادرة وزارة الاقتصاد والطاقة حديثة العهد، أصبح لها اهتمام آخر، فالمشروع لن يكون حكرا على الطلبة البلغاريين، بل سينفتح على الطلبة الأجانب، الذين يدرسون في المعهد العالي للتأمين والمالية. ماهي الخطط التي قدمها المترشحون؟ سوف نستفهم من بيتكو.
"بالكامل الأفكار موجهة نحو قطاع تكنولوجيا المعلومات، فهو في الآونة الأخيرة يستحوذ على الأولوية، البدء في هذا الحقل أسهل من الحقول الأخرى، ذلك أن وضع البرمجيات، ومواقع الويب، ومختلف الأجهزة والمعدات، لا يحتاج إلى ميزانيات كبيرة. عموما هناك أفكار متنوعة، لكن أغلبها يندرج في إطار تكنولوجيا المعلومات".
ما هي اهتمامات طالب جامعة الاقتصاد الدولي والوطني؟ يجيب بيتكو:
"إلى جانب انني متدرب في الوزارة، أشارك في المنظمة الغير حكومية "معا في الصف" التي تسعى لتطوير التعليم في المدارس، حيث ترسل شبانا ممن يقومون لتدريس بأساليب حديثة، ومن هنا جاء اهتمامي بالتعليم في بلغاريا، أريد أن أبدأ مشروعي الخاص، الذي يمثل منصة تعليمية، الموقع يحتوي على أنواع مختلفة من دروس الفيديو، دروس وأسلوب اختبار للمعارف والمدارك، حيث يتم بشكل أوتوماتيكي تحديد الصعوبات التي تواجه المستخدم، ما يسمح لكل واحد، أن يتقدم بحسب وتيرته، ويتجه نحو ملء ثغرات معرفته".
ويعتقد بيتكو أن مفتاح النجاح يختبئ في فريق العمل الجيد، أكثر من المال، وهو ينتظر أن تبدأ المنصة التعليمية في بحر هذا العام.
عُشر اكبر الشركات في أوروبا الشرقية هي بلغارية. هذا، ما أظهره التصنيف السنوي الدوري ЅееNеwѕ ТОР 100 ЅЕЕ 2016 . اغلب هذه الشركات تعمل في مجال الطاقة والصناعات الثقيلة ـ أكبر مصفاة في بلغاريا هي الروسية لوكويل نيفتوخيم بورغاس، الشركة الألمانية آوروبيس..
الاقتصاد البلغاري مزدهر حاليا، نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل يحسد عليه من 3٪، وانخفاض البطالة وصل إلى أقرب من لائق 7.5٪، فضلا عن نمو دخل المواطنين البلغار الأكثر فقرا في أوروبا. كل هذا لا يمنع البلغار على البقاء غير راضين عن مستوى معيشتهم، ولاأن..
لثمانية أشهر من السنة، ارسل الذين يعيشون ويعملون في الخارج أكثر من 1 مليون بلغاري في البلاد أكثر من 500 مليون يورو، في حين أن 779 مليون يورو هي مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد في النصف الأول. وتبين أن الشتات البلغاري هو أكبر مستثمر أجنبي..