Text size
Bulgarian National Radio © 2025 All Rights Reserved

عام 1967 – عام ولادة كتاب "القصص البرية"

Photo: БГНЕС

في عام 1967 حين كانوا يتحدثون عن الثقافة بمصطلحات مثل "الجبهة الثقافية" وعقد أول مؤتمرات الثقافة البلغارية وكانت الإيديولوجية الشيوعية تفرض فن الالتزام في كل مجالاته، في نفس تلك الفترة شهدت بلغاريا ظهور العصرية في الثقافة التي كانت حكرا على النظام الحاكم حتى ذلك الحين ومما يدل على دخول العصرية في الأراضي البلغارية مؤلفات عدة منها "قمم" لكونستانتين كونستانتينوف و"قصص برية" لنيكولاي خايتوف حيث تقول التعليقات على "قصص برية" إنها تبث "الحيوية النابضة" و"القوة البلغارية العارمة" و"الطهارة الداخلية المستحوذة".

وكأنما دخل مؤلف المجموعة القصصية عالم الفن الأدبي بمحض الصدفة فمهنته مهندس حراجي إلا أنه تم فصله عن العمل وعن الحزب الشيوعي وحكم عليه بعقوبة السجن لمدة ثماني سنوات التي ألغيت بعد عامين قضاهما في محاولة الطعن فيها. فبعد كل ذلك تحتم عليه إعالة أسرته مما جعله يحبو على الساحة الأدبية حيث بدأ بكتابة تقارير ومقالات صحفية ثم نشر قصته الأولى فالثانية ولكن فكرة أروع مؤلفاته احتاجت إلى عدة أعوام حتى تنضج.

فما هو الطريق الذي سلكه الكاتب من أجل تأليف عمله الرائع؟ إليكم قصته المسجلة بصوته والمحتفظ بها في الصندوق الذهبي للإذاعة الوطنية البلغارية:

"طريقة العمل التي أتبعها تتمثل في السفر والمحادثة عن مختلف الأحداث في الأماكن التي أزورها. ولا سيما عندما جمعت القصص التي تضمنتها المجموعات المكرسة لقريتي والدير ومدينة سموليان. إنها قصص أسجلها في دفتر ثم أتركها دونما قراءة سنة أو سنتين أو حتى ثلاث سنوات. إلا أن ثمة قصصا تذكرني دائما بوجودها. مما يمنحني عاطفة تدفعني إلى إعادة التفكير فيها وتنقيحها والبحث عن المعاني الخفية فيها. وهكذا تتشكل وتنضج القصة. أما تدوينها النهائي فلا يستغرق سوى بضعة أيام. فعلى سبيل المثال لم أكمل مجموعة "قصص برية" إلا في غضون خمسة أشهر. ويكمن وراءها عمل ذهني استمر أطول بكثير. فالتسجيل على الورقة مجرد أمر فني.

هكذا يولد كل ما أكتبه – بالشرارة التي يوقدها الجمال في نفسي بعد ذلك تتشكل الفكرة فأشرع في الكتابة. والطريف في ذلك أنني أنا الذي يبتكر المشهد النهائي بحيث توصل الفكرة الرئيسة إلى القارئ بشكل فني أنيق."

وأما الناقد الأدبي يوردان فاسيليف فيقول عن المجموعة القصصية: "إنها تقدم العادات والأخلاقيات التي باتت تنقرض في المجتمع والعلاقات والمشاعر المتقدة بين البشر التي لم نعد نشهدها في يومنا هذا". ولهذا العمل الذي رحب به القراء والنقاد نال المؤلف خايتوف جائزة "غيورغي ديميتروف" عام 1969 مما لم يمنع نشوب جدل محتدم حول الأخلاق الرائجة في المجموعة القصصية بعد سبعة أعوام من إصداره. وهدأت الاضطرابات في السنوات القادمة إلا أن "القصص البرية" ظلت برية لا تخضع للترويض ولذا تبقى من بين أروع مؤلفات الأدب البلغاري المعاصر.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

مخترع القرن الحادي والعشرين: مبدع لا يعرف الكلل

العالم يتطور بسرعة كبيرة، والحياة تتغير، ودورا رئيسيا في هذه العملية يكون الابتكار - أنهم يجسدون تقدم الجنس البشري. وفي هذا الصدد، أعطت بلغاريا عدد غير قليل من العالم. وهذه الأيام كثير من البلغار يعمل على الاكتشافات التي تساهم في تطوير مختلف القطاعات،..

نشر بتاريخ ٢٥‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:٤١ م

المنصة البلغارية تربط الشخص المسافر مع صغار المنتجين المزارعين

إذا كنت تعيش في المدينة، وكنت تعتقد أن الفرصة الوحيدة للمس تجربة جوهر الزراعة والمنتجات الزراعية وأن تلعب لعبة مثل "فارمفيل" „FarmVille” ، فأنت   على خطأ. منصة AgroRegal البلغارية تخلق بازار مزرعة رقمية رقيقة وطنية ، تعطي الفرصة لكل مزارع لاظهار..

نشر بتاريخ ٢٤‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:٢١ م

سيلفي فارتان مرة أخرى في بلغاريا

المغنية والممثلة الفرنسية الشهيرة على مستوى العالم بجذور بلغارية-هنغارية سيلفي فارتان تزور مرة أخرى بلادنا لتقديم كتابها الأخير "أمي". لديها 40 مليون ألبوم مباع، 1300 أغنية، 2000 أغلفة المجلات، وستة أفلام، آلاف العروض الموسيقية في جميع أنحاء العالم،..

نشر بتاريخ ٢٤‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:١٧ م