في حلقة "استوديو الفلكلور" لهذا اليوم ستحدثنا الأستاذة المساعدة فيخرا بايفا من معهد الإثنولوجيا والفولكلور بمتحف إثنوغرافي لدى أكاديمية العلوم البلغارية عن سبب اعتبار التمائم الجميلة بالشراشيب الحمراء والبيضاء والتي تسمى بالبلغارية مارتينيتسا نسبة إلى اسم شهر مارس/آذار رمزا للصحة والخصوبة منذ قديم الزمان.
يعتبر الأول من شهر آذار من أحب تواريخ تقويم الأعياد البلغارية لكونه يرمز إلى إقبال الربيع ويحتفل به البلغار عن طريق تبادل المارتينيتسات التي تزين ألوانها الفاقعة ملابس الجميع صغارا وكبارا حاملة أمل العافية والسعادة والفرح كما أن هذه التمائم تعتبر رمزا لاحترام الجدة مارتا وهي شخصية وثنية قديمة ما زالت تحتفظ بسحرها حتى يومنا هذا. وتراها المعتقدات الشعبية متعلقة بالبدء الأنثوي لتقلب مزاجها وقدرتها على بث الحياة في الطبيعة الغائصة في سباتها الشتوي العميق.
وقلة هم البلغار المعاصرون الذين يعرفون بأن هذه التميمة تعتبر رمزا سحريا قديما إضافة إلى كونها هدية مرغوبا فيها وزينة جميلة للثياب. فإن الأول من آذار هو من التواريخ التي ينظر إليها على أنها انتقال من الموت إلى الحياة ومن العقم إلى الخصوبة فالولادة لذا تعد هذه اللحظة محفوفة بالمخاطر ومناسبة لتمني العافية والسعادة على حد سواء ومن ثم تستعمل التميمة للحماية من الحسد والشر والمصائب ولإضفاء العافية والقوة والخصوبة على لابسها.
وأما ألوان تمائم آذار فمعظمها مخضوبة باللونين الأحمر والأبيض وتضاف إليهما في بعض المناطق الفلكلورية الأزرق وغيره من ألوان. وتُربط بالشراشيب المفتولة أحيانا قطعتان مصنوعتان من الصوف أو الخيوط على شكل رجل وامرأة يطلق عليهما اسما بيجو وبيندا.
عادة ما توضع تمائم آذار على الملابس أو تلبس في الرسغ أو العنق ولكنها كانت تلبس في أماكن عديدة من الجسم في الماضي منها الأصابع أو المرافق أو الصلب أو في السروال عند الرجال العزب فلم يأت اختيار هذه المواقع بالصدفة إذ إنها توافق المفاصل التي تعد من أضعف أجزاء الجسد وبالتالي تحتاج إلى حماية التميمة. وبالإضافة إلى إلباس البشر التمائم كان البلغار يلبسونها للحيوانات الأليفة لتتمتع بالصحة الجيدة وتتكاثر طوال السنة.
وأما لون تمائم آذار فتعتبر الحمرة والبياض رمزين للبدء الذكري والبدء الأنثوي أي للنشاط وعدم النشاط وللقوة والطهارة مما يظهر في ملابس العروسين أيضا حيث ترتدي العروس مريولة بيضاء وتضع على رأسها حجابا أحمر بينما يلبس العريس منطقا أحمر ويحمل منديلا أبيض. وعلى هذا المنطق يمكن إبصار العروسين في التميمة والتميمة في وجه العروسين.يوم تودور من بين أكبر الأعياد الشعبية المتعلقة بالانتقال إلى الربيع وبالخصوبة ووفقا لعلماء التاريخ انطلق الاحتفال به في الأراضي البلغارية في القرون الأولى من القروسطية. في الدقائق التالية نذكركم ببعض الأساطير والاعتقادات والطقوس المتعلقة بهذا اليوم...
تحافظ الفرقة للفولكلور الأصلي من قرية آلينو، منطقة ساموكوف مدى عقود على بعض الأغاني الاصلية التي ظهرت في هذه المنطقة البلغارية. قائد الفرقة الشاب مومتشيل تشالاكوف، الذي وُلد ونشأ في القرية وكانت تعتني به جدته وجده. ومنذ صغره وهو وقع في حب الاغاني..
كالينكا فالتشيفا شخصية بارزة، ينبوع حيوية وتفاؤل وصاحبة موهبة معجبة لمن يستمعون إليها. وُلدت في سارنيتس، قرية تقع في قلب منطقة دوبروجا، شمال شرق بلغاريا. واجتذبتها الأغنية الشعبية وهي طفلة صغيرة وخاضت في عالم الموسيقى والغناء. بدأت حياتها المهنية..