الماء هو هدية الطبيعة التي لا تقدر بثمن ويعتبر ينبوع الحياة ورمز الأبدية. ويحتل هذا العنصر الطبيعي مكانا خاصا في العادات والطقوس البلغارية وأدت عبادة الماء إلى ولادة تقليد قديم مسمى بـ"بناء المنهل من الينبوع" ويعتبر الناس وحتى الذين يمتهنون البناء إنشاء المنهل فرصة لـ"عمل المعروف والبقاء بخير في ذكريات الناس". ولعل هذا ما يعود إليه سبب تعدد المناهل في بلغاريا في أماكن مختلفة حيث تقع المناهل بمحاذاة الطرق الصغيرة والطرق السريعة وفي الميادين أو حتى في الأماكن البعيدة عن الحضارة. وتم إنشاء الكثير من هذه المناهل قبل قرون واحتفظت ببعض الحكايات الحقيقية والأساطير السحرية. ونحن سنحكي لكم بعض هذه الحكايات والأساطير في هذه الحلقة من برنامج "فولك ستديو" التي أعدتها ألبينا بيزوفسكا.
يعتبر البلغار بناء المنهل نوع من العمليات الروحية ومن بنى المنهل فقد أدى دينا وترك فيها جزءا من روحه وأحيانا تخلص من ثقل موجود في نفسه. كتب على إحدى المناهل في منطقة رودوبا إن "الحياة ليست إلا كأسا فارغا أما مياه الصنابير فلا تزال تجري". "تمسح الريح خطواتنا أولا عواطفنا ثم يسفنا الوقت. تم بناء هذا المنهل لأن الحجر أقوى منا والماء دائم". يقع هذا النقش المنحوت على حجر في المتحف الإثنوغرافي "ايتار" والصانع غير معروف، لكنه، لا شك أن الشخص الذي أمر بكتابة هذه الكلمات لمس نفوس كثير من الناس. وفي الماضي قام البلغار الأغنياء ببناء المناهل لخير الجماعة وكذكر حدث سعيد أو ذكرى شخص قريب. لقد أشار الناس إلى مناسب بناء المناهل من خلال الكتابة وغالبا ما كتبت عليها أسماؤهم أيضا. وهناك أنواع لا تحصى من التمنيات المكتوبة مثلا "يا سائح اشرب جرعة من الماء واذكر..." أو "جرعة من الماء لذكرى أمي...".
وتتصل أقدم الأساطير بالاعتقاد أن لكل مصادر المياه صاحبا وعادة ما يكون الصاحب مخلوقا أسطوريا مثل ثور الماء أو الحوريات. وفي بعض الأحيان تذهب فتيات بسيطات إلى المنهل في الليل ويتحولن إلى حوريات. كما وتبدو حكايات الإدخال في المبنى مرعبة للشخص المعاصر حيث كانوا يدخلون ظل إنسان ما في هيكل الجسر أو البيت أو المنهل ليكون البناء ثابتا. وتدور حول العديد من المناهل حكايات متشابهة منها القصة التالية. فقد انقطع الماء في إحدى القرى فذهب إليه صناع من بعيد لبناء منهل. حيث كانوا يبنون في النهار وكان ينهار ما بنوه في الليل. فكان الحل الوحيد للمشكلة إدخال ظل إنسان في المنهل ولكن سكان القرية تهربوا من المرور بالقرب منه. وفي يوم من الأيام ذهب الصانع الرئيسي إلى بيت رادا وهي فتاة من القرية. كانت رادا جالسة في الفناء وتغزل وتطعم الدواجن ولم تلحظ أنه أخذ مقاس ظلها بالعصا. ثم رجع إلى المنهل ووضع قياس الظل في الهيكل. ونجح الصناع في بناء المنهل ولكن رادا مرضت وماتت. وبعد ذلك أصبح شبح رادا يظهر ليلا على ضوء البدر حيث كان يجلس على المنهل ويغزل.
وقد سجل علماء الإثنوغرافيا البلغار أساطير متعددة مرتبطة بنبع الماء العجيب مثل الأسطورة التالية ففي إحدى القرى غرز قائد الجيش رمحه في حقل فارغ فانبثق ماء من الحفرة. فأمر القائد ببناء المنهل على ذلك المكان ليتذكر الناس هذه الأعجوبة. وتحكي أسطورة أخرى قصة عاشقين حاول شخص ما تفريقهما. واجتمع العاشقان في الآخرة وظهر منهل في المحل الذي ماتا فيه وسالت دموعهما سعيدة منه.
هناك أغان متعددة مكرسة للمنهل باعتباره محل الاجتماع ودعابات الشباب. ويرد في بعضها أن المنهل والكنيسة من أفضل الخيرات التي يصنعها الإنسان.
ترجمة: راليتسا تشونكوفا
تمتع محبو الموسيقى البلغارية التقليدية في 2015 بالعديد من المنشورات والألبومات الجديدة. وخلال الدقائق الآتية نذكركم ببعضها . "صوت من دوبروجا" أول ألبوم منفرد للمغنية إيفيلينا ديموفا التي مغنية منفردة في جوقة الفرقة الفولكلورية الوطنية "فيليب كوتيف"..
عشية الميلاد، العشاء الغني، أو المبخر كل هذه التسميات تكشف عن جزء من أجزاء الطقوسية بل معنى العيد، والذي نحتفل به في عشية عيد ميلاد المسيح، عندما نجتمع حول مائدة العيد ونشعر بانتمائنا إلى سر من أسرار الأسلاف. وإن نبحث عن الجديد والمختلف خلال معظم أيام..
مرت المدرسة الوطنية للفن الرقصي على مراحل مختلفة وتسميات وهي الآن على عتبة ذكراها الـ65. وفي المناسبة أعد مدرسون وتلاميذ منها سلسلة احتفالية من أحداث، نعرف التفاصيل عنها من مدير المدرسة بويكو ناديلتشيف: "قبل كل شيء علينا أن نشير إلى أن المدرسة..