على مشارف صوفيا، بجوار سفح جبل فيتوشا، حيث يخفف الضوضاء في المناطق الحضرية تدريجيا، ويدمج مع إيقاعات الطبيعة الآسرة، تكمن وراء الأشجار المعمرة من الظلية البسيطة للكنيسة - "القديس إيليا النبي". يبدو أن تاريخ هذا المكان يهمس لنا أن التسامح يزدهر على أراضينا منذ فترة طويلة وهذا هو المفتاح للرفاهية.
نسير عبر الباحة الخضراء للمعبد، برفقة قطتين، ويستقبلنا نيافة الأنبا كونستانتين. ونعلم منه أن حجر الأساس للمعبد وضع بالضبط بعد 10 عاما على تحرير بلغاريا."هنا في حي كنياجيفو بالقرب من الكنيسة، هناك حمام معدني، حيث كان يجيء ألكسندر باتنبرغ، الذي انتخب أول أمير بلغاريا في عام 1879 بعد التحرير، في تلك الأوقات إلى هذا الحمام ليستحم"، يعود نيافة الأنبا كونستانتين بنا إلى الماضي. وقبل ذلك..
"من قبل كانت كنياجيفو تسمى قرية بالي أفندي - اسم رجل عاش هنا في هذه الباحة. ووقع هنا مسجد صغير وحوله - وقف ورث للمعبد الإسلامي. وكان بالي أفندي نفسه درويش من القرن السادس عشر، والذي كان يعالج الناس العاديين بالأعشاب. وجاء ناس من منطقة صوفيا بأكملها إليه على أمل الشفاء. وكان يملك كتب عربية بوصفات شفائية. وبالتالي تمتع بالي أفندي بسمعة جيدة. وشيء آخر مهم جدا. إنه طلب أن يوزع ملكه بعد وفاته بالتساوي بين الأتراك والبلغار. وكان يساعد جميع الناس على مدى حياته، إما بالملكية أو بالأموال. لذلك داعواه بالي بابا، وترجمته من التركية "البابا العسلي". وإنه أراد أن يدفن هنا بعد وفاته، في الساحة قرب المسجد الصغير."
ويفترض أن كنيسة "القديس إيليا النبي" بنيت على أنقاض المسجد. واليوم يبعد قبر بالي أفندي بضعة أمتار فقط عن الكنيسة. كيف "تعيش" الكنيسة المسيحية وقبر الدرويش؟
"إنه عبارة عن التسامح. الشعب البلغاري متسامح، والمسيحيون الأرثوذكس فهم ضعفين أكثر تسامحا - يشرح نيافة الأنبا كونستانتين – منذ بناء الكنيسة، لم يكن هناك مشكلة في أن يزور المسلمون قبر بالي بابا في باحة الكنيسة لأن المؤمنين الحقيقيين هم متسامحون. ويعتبرون الأخرين أشقاء. المؤمنون لديهم حسن النوايا، وهم لا يشعرون بالكراهية للآخر. المسيحية الأرثوذكسية متواضعة، والمؤمنون المسلمون أيضا."
من بين تماثيل الثقافة ذات الاهمية الوطنية في مدينة بانسكو بيت "فيليانوفاتا كاشتا"، والذي يتعلق تاريخها ببلغاريين مشهورين، الا وهما إيفان حاجيراكونوف وفيليان أوغنيف، وهو الأول كان من بين أغنى تجار القطن في هذه المنطقة، أما ثانيهما فكان رسام جداريات..
على الرغم أن بانسكو بلدة صغيرة، إلا أنها ساهمت مساهمة ملحوظة في تقدم الثقافة البلغارية، وما زالت الشوارع المبلطة بالحجر والبيوت الهرمة اليوم تحكي عن بداهة أهل البلدة القدامى وحبهم للوطن، وكذلك عن حسيتهم إزاء الجميل. "إن كنا نتحدث عن نشوء بانسكو..
ربما بعضكم سمعتم من قبل عن شارع في صوفيا سُمي على هذا الشخص. وربما بعض آخر منكم كنتم في استاد مدينة سيليسترا أو المدرسة في روسيه واللذين سُميا عليه كذلك. فقد وصل السويسري لوي آيير في 1894 إلى صوفيا بطلب وزير التعليم البلغاري آنذاك من أجل وضع أسس..