عشية الميلاد، العشاء الغني، أو المبخر كل هذه التسميات تكشف عن جزء من أجزاء الطقوسية بل معنى العيد، والذي نحتفل به في عشية عيد ميلاد المسيح، عندما نجتمع حول مائدة العيد ونشعر بانتمائنا إلى سر من أسرار الأسلاف. وإن نبحث عن الجديد والمختلف خلال معظم أيام السنة، فإننا نسعى عشية ميلاد المسيح إلى تكرار التقليد كما كان، وفقا لما ورثناه من أجدادنا وفي بعض الاحيان – كما عرفناه من الكتب.
في أيامنا هذه نوجه جل اهتمامنا إلى تحضير مائدة العيد، ومع حضور بعض العناصر الأخرى من العيد الفولكلوري. وأول شيء والذي قام أجدادنا بتحضيره كان إعداد كومة الحطب الخاص للعيد، حيث كانوا يهتمون في الماضي أثناء عملية قطعه في عدم لمسه الأرض بل يلتقطونه بأيديهم مباشرة وجلبوه إلى بيوتهم، وعندما إدخال كومة الحطب في الموقد قالوا: أنا في البيت والله معي!".
بينما في مناطق أخرى أدخل رب البيت قطعة الحطب وهو حامله على كتفه اليمنى وألقاها تجاه الموقد ناطقا بتمنيات وداعيا الله بالخير والسلامة والخصوبة في الربيع. في بعض المناطق الأخرى دهنوا الحطب بالزيوت العطرية التي بوركت في الكنيسة. وكانوا يعتقدون أن طريقة احتراقه تدل على كيفية المحاصيل. وإن كان اللهب كبيرا فتوقوا ببركة ونعمة من عند الله، أما رماد هذه القطعة من الحطب فاعتبروه سحريا وحافظوا علي كي يخلطوه مع الحبوب التي تركوها للزراعة خلال العام القادم وكذلك في طعام المواشي واستخدموه للعلاج.
ما كانت عملية تحضير النار والحطب لها، بل كل الطقوس الخاصة لعشية الميلاد، متعلقة بميلاد الإله الشاب، أو كما وصفوه في الماضي "الشمس الجديدة" حيث كانت القصة في الكتاب المقدس بشأن ميلاد المسيح مضيفة إلى الطقوس الوثنية القديمة. واعتقدوا أنه اعتبارا من عشية الميلاد تنطلق ما نسميها بالأيام النجسة، وهسي عبارة عن فترة 12 يوما – فترة مخاض أم الرب إلى يوم يوردان.
أطباق مائدة عشية الميلاد خالية من الدهون وهذا هو اليوم الأخير للصوم قبل ميلاد المسيح، حيث أن أهم قاعدة هي المتعلقة بوتر الأطباق، وحتما ينبغي أن يحضرها القمح المسلوق والفول المغلي والخشاف، وإلى جانبها الثوم والبصل والفواكه الطازجة والجوز والخمر أما الراقية (وهذه هي من المشروبات الكحولية) فلا بد أن تكون مسخنة بالعسل أما الخبر يجب أن يكون "مرسوم عليه".
بعد عملية تحضير المائدة، أخذ الشيخ الوقور بتبخيرها كما ويبخر جميع الغرف والصالات في البيت والمباني التابعة له. أما القطعة الأولى من الخبز فتم تخصيصها لأم الرب ثم تُوضع أمام أيقونة مريم العذراء. وبعد انتهاء عملية أكل فتبقى المائدة كما هي بدون غسل الأواني المستخدمة أو رفعها وهذا لاعتقادهم بجذب الخصوبة والتكاثر خلال العام المقبل واُعتقد أن السماء فاتحة في منتصف الليل، وتزول الحدود بين العوالم، وتحضر المائدةَ أرواح الأجداد الأموات. وهذه الفترة هي وقت زيارة الفرق المكونة من رجال شبان مغنين أغاني احتفالية للمنازل وتبريكها. وما زالت هذه العادة موجودة وتُمارس في بعض مناطق البلاد في يومنا هذا.
نوجه أنظارنا عشية 24 مايو، أحد أكبر الاعياد البلغارية نحو الاغاني التقليدية المكرسة للكتب والمعلمين، الذين حافظوا على حب البلغار إزاء المعرفة والروحية. نبدأ بأغنية تونيكا روسينوفا. يُحتفل بيوم الأخوين القديسين كيريل وميتودي وهو عيد كنيسي منذ..
كريميكوفتسي حي من أحياء العاصمة البلغارية، والذي يقع في ضواحيها الشمالية الشرقية في سفح جبل البلقان. واشتهر بديره الذي بُني في القرون الوسطى إلى جانب مصنع المعادن الهائل المتواجد فيه. البيئة والطبيعة المحيطة بالحي خلابة وتنطلق منها العديد من..
انطلق جرجس الملون لتجوال المروج والغابات الخضراء..."، هذه هي المواضيع التي يمكننا رؤيتها في الكثير من الأغاني التقليدية والتي يتم أداؤها حتى اليوم بمناسبة عيد القديس جرجس. ويُرافق أحد أحب الأعياد الفولكلورية بطقوسية غنية وملونة جدا ومكرسة للقديس..