بسمة فاسيل وخلقه الطيب والهادئ، هما اللذان يبهر الشخص عندما يتعرف عليه. وهو يكشف بالتدريج عن أكبر فضائله، ألا وهو التوازن الذي وجده وهو التوازن بين نفسه وعقله وجسده. وينجح الشاب في تحطيم تصوراتي حيال طالب دكتوراه معتاد في "المكائن والأجهزة الكهربائية"، بل استطاع كذلك في تحطيم التصور الشائع بشأن "فأر الكتب"، وهو يطلعني على أكبر حبه، ألا وهو ممارسة رياضة الكاراتيه. وأخبرني هو الآخرأن والديه سجلاه ليتدرب في هذه الرياضة، بل فن قتالي، إلا أنهما لقيا عدم رغبته في ذلك، ورغم أنه كان يزور حلقات ممارسة هذه الرياضة تحت إجبار والديه، إلا أن هذا الفن القتالي غزا الصبي وهو اكتشف أكبر حبه فيه. وفي الفترة الراهنة يتمتع بناديه الشخصي لتدريب الكاراتيه، حيث يدرب تلاميذه فن الروح والجسد، وفي رأيه تصور الناس عن الفنون القتالية غير صحيح، وهنا ما قصده:

"يرى العديد من الناس الفنون القتالية مرتبطة بالضرب والعنف والدم، بل يعتقدون أن الأشخاص الذين يمارسونها لا يتمتعون بعقل في أدمغتهم، غير أن الأمور ليست هكذا، ولن في المقابل، فتعلم الفنون القتالية الناس طريقة الاحترام والخشوع والتحكم في النفس والدفاع عن مواقفهم، مما هو صفة بناءة وخلاقة بالنسبة للإنس. وأنا أتمتع بفرصة الإشارة ولا سيما للصغار إلى الأشياء التي نبدأ نفتقدها اليوم رويدا رويدا، بينها الاحترام والتربية المعتبرة وإلخ. فإن الصغار الذين يتدربون في الصالة مدى عدة سنين، يختلفون عن مجايليهم، فينجحون في المدرسة ويزدادون ثقة بأنفسهم بل يحدثون إنجازات عليا في كافة الاتجاهات."

هل كنتم تفكرون لغاية اليوم أن مدربكم الرياضي قد يكون طال الدكتوراه في الوقت نفسه. ورغم أنني لم أفكر في هذه الإمكانية، إلا أن فاسيل استطاع في إقناعي بأن ذلك أمر ممكن، محطما تصورا شائعا وأضاف، قائلا إنه في صالة التدريب لا يعتمدون على قوة العضلات أساسا، بل على عمليات إعادة التأهيل والعلاج من بعد الجروح وكذلك على تدريب النفس والجسد في الوقت عينه، والمزيد عن أفضليات الرياضة:

"أنشأتني الرياضة كشخصا، وها أنا اليوم متصف بالصلابة النفسية وباستطاعتي أن أدافع عن نفسي، فأنجح في العمل وأزداد تفاؤلا. وأرى الناس مؤخرا أصحاب تشاؤم شديد، مما يرجع إلى معاملتنا لما يحدث من حولنا في أيامنا، غير أننا دائما صاحب الهدوء والبسمة العريضة وهذا يزيد الناس استعجابا واستغرابا عني.  أما عملية التدريب فتمنح لي رضا بالنفس، فأرى أناسا متراوحة أعمارهم، يرتقون أمام عينيّ ويزدادون ثقة بأنفسهم وطيبة تجاه غيرهم ويغيرون مظهرهم وقامتهم ومهاراتهم، مما يسرني ويسعدني."

وتفرغ الشاب فاسيل للناس وبمهمته إعطائه لهم التفاؤل والمعارف، وغير أنه انطلقت وما كان لديه شيء، فإنه استطاع تحقيق أحلامه، وأنا أحسده بأنه يجهل معنى كلمة "الكسل"، وأنا معجبة بولعه الآخر، ألا وهو الرسم والسفر وإلقاؤه المحاضرات حول موضوع "نمط الحياة المفيد للصحة".

ومعادلة النجاح في رأيه: "العقل السليم والجسد السليم هما مفتاح السعادة والنجاح".