يقام في شهر أيار في قصر الثقافة الوطني مهرجان "صالون الفنون" والذي يزوره حوالي 80 ألف شخص من محبي سائر الفنون. وتشارك في الدورة الـ21 للمناسبة الرسامة الفرنسية إيليزابيت كالميس التي زارت لأول مرة بلغاريا عام 2013 مع جوقة باريس "سانتا ليكس" التي يقودها المايسترو البلغاري تسفيتان دوبريف. وأثناء أداء إحدى الأغاني التي لحنها المايسترو بنفسه أدركت السيدة كالميس أن جمال الموسيقى البلغارية سيربطها ببلغاريا بصلة وطيدة، إذ انبهرت بجمال أراضينا وألوان القرى والأديرة البلغارية وتقاليدنا. فبعد عودتها إلى فرنسا عكفت على ترجمة هذا الجمال الخلاب بلغة الرسم. وفي الشهر الماضي عرضت في مدينة بلوفديف معرضها الرائع المعنون بـ "صدى من بلغاريا.

إليكم ما قالته السيد كالميس لمستمعي إذاعة بلغاريا قبل افتتاح معرضها في صوفيا:

"إنني كنت أجهل بلادكم حتى ما قبل عام 2013. وحينئذ تعرفت على شعب كريم تمكن بالشعر والموسيقى والرسم من تخليد قيمه وأحزانه على السواء. فانطبع هذا اللقاء في ذهني حيث أذهلني جمال وغنى أديرتكم وكنائسكم وأيقوناتكم. وخلال السنتين الماضيتين فكرت باطراد في بلغاريا وأنا في فرنسا، كما أنني شرعت في قراءة الأدب البلغاري مما ألهمني في رسم لوحاتي المتعلقة ببلدكم الساحر. شعرت بأن الشعب البلغاري سلك طريق النهضة التقدم رافعا يديه إلى النور كشجرة متفتحة الأزهار."

وتشارك السيدة كالميس بمعرض في مدينة هيوستون بالولايات المتحدة وهي  فخورة بأن أول ما تم شراؤه من لوحات هي لوحة طولها متران مرسوم عليها منظر بلغاري خلاب.

أما المايسترو تسفيتان دوبريف فقدم بعض المنشدين المميزين من الجوقات الأربع التي يقودها في باريس لإقامة حفل موسيقي بمناسبة المهرجان.

وقد هاجر إلى فرنسا قبل 27 عاما وكان تلحينه ذا طابع طليعي واضح إلا أنه تخلى عن كل التأثيرات الموسيقية الغربية لكي يتفرغ لتلحين الموسيقى البلغارية. ما الذي جعل المايسترو يشارك في المهرجان هذا العام؟

"قبل ثلاثة أعوام أتيت بـ 120 منشدا فرنسيا إلى بلغاريا قمنا معهم بعرض حفلات عدة في أرجاء البلاد. وإحدى المنشدات ألا وهي الرسامة الفرنسية إيليزابيت كالميس أعجبت ببلغاريا إلى حد أنها رسمت 76 لوحة راقية غادر الكثير منها فرنسا فيما بعد. وأحرز معرضها في باريس نجاحا باهرا، فوددت لو قدمنا العرض في بلغاريا أيضا. وهكذا قررت المجيء إلى بلغاريا مع مجموعة من منشدي الجوقات الأربع سنقدم سوية حفلا فيه 6 أغان بلغارية و6 أغان فرنسية. وبفضل جهودي التي بذلتها خلال فترة 27 عاما حببت الموسيقى البلغارية إلى كل المنشدين الذين قدتهم ويفوق عددهم الإجمالي 6 آلاف شخص فهذا إنجاز كبير."

وصارحَنا المايسترو أن إحدى أجمل تجاربه في بلغاريا هي السنوات التي قضاها في الإذاعة الوطنية البلغارية.