Text size
Bulgarian National Radio © 2024 All Rights Reserved

عن التاريخ البلغاري – من مواطن أمريكي بالحب

БНР Новини

ما الذي من شأنه أن يجعل مواطنا أمريكيا يغادر وطنه ويستقر في بلغاريا؟ أدهش الجواب على هذا السؤال الكثير منا ألا وأن السيد إيريك هولزي مغرم بالتاريخ البلغاري وسحره. فقد كان أول ما قرأه من كتب التاريخ كتاب "إكليل الأشواك" المترجم إلى الإنجليزية من تأليف ستيفان غرويف والمتناول فترة ما بين الحربين العالميتين مما أخذ به فترك لديه شعورا غريبا دام بعد إنهاء قراءة الكتاب. وقتها قرر الالتحاق بدراسات التاريخ ولكن ليس بالولايات المتحدة وإنما بأوروبا فوقع اختياره على بلغاريا للأسعار المنخفضة ومستوى التعليم الرفيع. فشد رحاله إلى بلغاريا حيث انتسب إلى تخصص التاريخ البلغاري في الجامعة الأمريكية بمدينة بلاغويفغراد في عام 2009 وبعد سنة على ذلك عاد إلى وطنه لينال منحة دراسية "فولبرايت" ثم رجع إلى المدينة البلغارية، حيث بحث حياة وعمل السياسي ألكسندر ستامبولييسكي.

لا يرى إيريك التاريخ علما كسائر العلوم وإنما وسيلة لا مفر منها لتشكيل هوية الإنسان فهو ليس مجرد مجموعة من الحقائق والتواريخ التي ينبغي حفظها عن ظهر قلب، بل يحتاج إلى التحليل والتفسير بشكل يثير الاهتمام. ولكون بلغاريا دولة مجهولة لدى العديد من الأمريكان، قرر السيد إيريك إنتاج سلسلة من البرامج التلفزيونية لإطلاع الأمريكان وغيرهم من الأجانب على التاريخ البلغاري. وبذلك خطرت عليه فكرة إنشاء موقع http://bghistorypodcast.com .

ما أطرف مراحل التاريخ البلغاري في رأيك وما هي المراحل التي يجهلها أغلب الناس؟

"تعجبني حقبة أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20 عقب تحرير بلغاريا عام 1878. لذا خصصت بحثا منفصلا للهوية البلغارية وتشكيل الأمة البلغارية، مما يجعل هذه الفترة في غاية الأهمية بالنسبة إلي. ولكن هنالك صفحات لا تزال مجهولة في التاريخ البلغاري. وفي برنامجي أتطرق إلى عصر المملكة البلغارية الأولى التي تعتبر أغلبية المصادر عنها بيزنطية. الأمر الذي يؤدي إلى نقص المعلومات في الفترات السلمية بين الحروب المندلعة بين الدولتين. لذا ينبغي التمعن في المصادر التاريخية والبحث عن المزيد من المعلومات حول الفترات الصامتة. وفي هذا السياق أعتقد بأن المؤرخين البلغار كثيرا ما يقعون في فخ التفاصيل التي نستغني عنها، تاركين مسائل الدور الحقيقي للشخصية في تاريخ البلاد خارج دائرة اهتماماتهم."

ولا يستعمل السيد إيريك في برامجه إلا المصادر الناطقة باللغة الإنجليزية، لضعف بلغاريته لحد الآن. لذا يأمل أن يجد قريبا مؤرخا بلغاريا سيسدي عونه إليه مكملا الحقائق بمعلومات مأخوذة من المصادر البلغارية.

هذا ولا ينحصر إعجاب السيد إيريك ببلغاريا في تاريخها وإنما يعدو إلى الطبيعة والطعام ونمط الحياة والروح التي يحملها البلغاري في نفسه، قائلا إن التشاؤم الذي يحس به لا يحجبه عن أصحاب النظرة المتفائلة من البلغار والذين يسعون إلى تغيير الواقع الصعب. كما أن إيريك يشعر أنه أكثر إفادة لبلغاريا منه للولايات المتحدة مهما كان عمله. ويرى أن البلغار يجب ألا يحصروا اعتزازهم في الحروب التي انتصرت فيها بلغاريا فحسب وإنما عليهم الافتخار بأصحاب العلم الذين ساهموا بجهودهم الجبارة في تحقيق النهضة البلغارية بإنشاء مدارس وتعليم الشباب وتوعيتهم منذ ما كانت بلغاريا تحت النير العثماني. وعلى كل ما عاشته بلغاريا فلا بد من إبداء التفاؤل إزاء المشاكل التي سنتمكن من التغلب عليها حتما. كما أنه يجب ألا نكن الحسد لمن أحرز تقدما أكثر من تقدمنا نحن وإنما نفرح وكأن نجاحه هو نجاحنا نحن. وبذلك فقط يمكن أن نغير نظرتنا إلى وطننا خطوة منا في الاتجاه الصحيح.




Последвайте ни и в Google News Showcase, за да научите най-важното от деня!

More from category

OpenFest أو كيف نجعل لأنفسنا جهاز كمبيوتر محمول

عقدت في نهاية هذا الاسبوع واحدة من أكبر لقاءات العاملين في مجال البرمجيات المفتوحة المصدر. انها OpenFest  وكانت طبعتها الأولى في عام 2003 في صوفيا ومنذ ذلك الحين يقام المهرجان كل عام. والفكرة هي جمع المشجعين والمبدعين وعشاق الفنون والبرمجيات الحرة في..

نشر بتاريخ ٩‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:١٠ م

مكانة الوطنية ليست في دائرة الضوء

عدد المهاجرين من مواطنينا يتزايد كل عام. للأسف، من بينهم العديد من البلغار الموهوبين الذين لا يجدون فرص العمل في البلاد. هذه العملية تستمر من عهد الشمولية عندما قام الكثير من المثقفين والمهنيين المحترفين اليقظين في اختلافهم مع النظام، القيام بكل ما هو..

نشر بتاريخ ٨‏/١١‏/٢٠١٦ ١١:٣٨ ص

أحداث بلقانية

أردوغان يتهم أوروبا بتشجيع الإرهاب اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا على أنها تشجع الإرهاب بدعمها لحزب العمال الكردستاني، مضيفا أنه لا يهتم ما إذا كانت أوروبا ستدعوه دكتاتور وما يهمه ما يطلق عليه شعبه. وقد انتقدت تركيا من قبل أوروبا بعد..

نشر بتاريخ ٧‏/١١‏/٢٠١٦ ١٢:١٠ م