أربعة مليار يورو، سيحصل عليه مشروع بناء خط "نابوكو" لنقل الغاز الطبيعي، الذي سيمدُّ دول أوروبا الوسطى بالغاز غير الروسي من آسيا والشرق الأوسط. وسيمر طريقه عبر تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا. وهذه المنحة المالية ستقدمها كل من بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير والبنك الدولي. هذا وإن مشاركة هذه المؤسسات المالية الثلاثة دليل على الدعم الذي تتلقاه ”نابوكو". كما منح الاتحاد الأوروبي مبلغ 200 مليون يورو، ومن المتوقع أن أن يتم استخدامها في بناء المقطع، الذي يربط بين بلغاريا وتركيا.

"يبقى مشروع نابوكو لنقل الغاز أولوية للمفوضية الأوروبية، لذا ينبغي حل تمويله واستثماره قبل نهاية العام الجاري". بهذه الكلمات أفادت قبل بضعة أيام المتحدثة باسم المفوض الأوروبي للطاقة مارليني هولزينر. ومن أجل بناء خط أنابيب غاز يخطط المشاركون في المشروع الأوروبي باستثمارات شخصية تصل بقيمة 8 مليار يورو. وقد دخل في شركة مشروع نابوكو، كل من الشركة القابضة البلغارية للطاقة، و RWE الألمانية، وOMV النمساوية وMOL المجرية، وترانس غاز الرومانية وشركة بوتاش التركية. ويجب أن يبدأ بناء خط الانابيب في العام المقبل ويستكمل في عام 2015 ومن المتوقع أن يصل استطاعة المشروع الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، مما سيسهم في تقليل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.

وتبقى المشكلة الرئيسية لنابوكو ضمان الكميات الكافية من الغاز الطبيعي. ويعتبر مشروع خط أنابيب الغاز "نابوكو" الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي، منافس لمشروع "ساوث ستريم" الروسي، بينما تشارك بلغاريا في بناء هذين الخطين الناقلين للغاز.
" كان هناك إشارات لردود الفعل من جانب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعرب مرارا عن شكوكه من إمكانية خط أنابيب نابوكو على التزويد، علقت على الأخبار المتعلقة بمنح قرض بقيمة 4 مليار يورو لتمويل المشروع، خبيرة الطاقة البروفسورة نينا دولغيروفا. –كما كانت مؤشراً الزيارة الرسمية للرئيس الروسي ميدفيديف إلى باكو. فقد اتفقت روسيا وأذربيجان على زيادة إمدادات الغاز للأنبوب الروسي الذي ينقل الغاز من آسيا الوسطى أيضا نحو أوروبا. فمن ناحية لدينا حل من اللاعبين الماليين، ومن ناحية أخرى لدينا إتفاقية سياسية لزيادة الغاز الأذربيجاني نحو خطوط الأنابيب الروسية. وهذا يضع مستقبل ملء أنابيب نابوكو بالغاز موضع التساؤل، وذلك لأن إيران لا يمكنها الآن، وتركمانستان لا تريد، أما أذربيجان فقد أوصلت حضور مشاركتها كلاعب أساسي في مد خط نابوكو لحدودها الدنيا.

بلغاريا ملزمة للدفاع عن مواقفها وأن لا ترفض أي من هاتين المشروعين، تجزم بوضوح البروفسورة نينا دولغيروفا وتضيف:

"لأن هذا هو جزء من مخطط جيوسياسي كبير لمنطقة البحر الأسود، حيث برزت بلغاريا كمركز عبور جيد، الذي من خلاله يمكننا الوصول إلى الحد الأقصى من الإستفادة وإلى تعزيز للمواقع السياسية في هذه اللعبة الاقتصادية الاستراتيجية".

ترجمة حسين جولي