بينما كنت أطلع على شتى المعلومات عن "وثائق باناما" لفتت نظري عدد من الأمور، وأظن أنك تساءلت عن نفس هذه النقاط، ولكنك لا تتجرأ على طرح أية أسئلة.
فكل ما ورد في وسائل الإعلام حول هذا الاكتشاف يستهله اسم الرئيس الروسي بوتين، وليس اسم رئيس وزراء إيسلندا أو باكستان أو ملك السعودية أو أولاد رئيس أذربيجان أو رئيس أوكرانيا بوروشينكو أو الوالد المرحوم لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون أو أيمن كان...
فكل ما في الحياة مأساة .
فإن قصة "وثائق باناما" أعتبرها من الخزعبلات. فلطالما بُحث عن 200 مليار دولار بوتين، وفي آخر المطاف وُجدت إلا أنه تبين أن المبلغ مجرد ملياري دولار، لا يملكها بوتين وإنما صاحبها هو صديقه المقرب عبقري التشيلو سيرغي رولدوغين أي أن حسابات الأوف شور ليست للرئيس الروسي (عكس ما يكون عند الرئيس الأوكراني) ولا لأولاده، بل يملكها شخص لا توجد بينهما صلة قرابة. إلا أن صاحبها موسيقار عبقري. فاهدؤوا، لا شيء محسوب على اسم الرئيس الروسي حاليا، ولا مستقبلا. فهل تعتقد بأنه يحتاج إلى هذه الحسابات؟ يدخر الأموال من أجل ما بعد تقاعده؟ لا، فهو في غنى عن ذلك. أم أنه يريد شراء يخت مثلا؟ لا حاجة لذلك فبإمكانه الحصول على مهما شاء من يختات هدية من أبراموفيتش. أم أنه يريد شراء منتجع تزلج؟ لا حاجة فسيستضيفه أي من أصحاب المليارات الروس لمدة مئة عام حتى وفي أي مكان بالعالم...
فإن بوتين لا يحتاج إلى الأموال، واعيا بأنه إن استفاد منها، فسيحاسَب على مصدرها. فلا يسقط هذا السؤال بالتقادم. وإذا كان يسرق ويهدي ما سرقه إلى موسيقار عبقري، فما الذي يضمن له أنه سيستطيع استعادة هديته فيما بعد؟
غباء بغباء...
أم أنه سيتم التحقيق في حسابات الأوف شور التي يملكها ملك السعودية؟ أم أن البعض سيبحث شركة إنتاج الشوكولاتة والتي شهر الرئيس الأوكراني إفلاسها؟ أم أنه سيحقق مع الأب المرحوم لرئيس وزراء بريطانيا؟ وغيرهم كثيرون...
ومن أولئك عائلة بانيفي البلغارية التي تملك شركات في جزر سيشل والباهاما وباناما.
فكل ما ورد في وثائق باناما من أسماء يدعو إلى مجرد تعليق صحفي جيد لا غير، فالأوف شور ليست كلمة نجسة.
فحالما ظهرت الضرائب، تولد لدى البشر السعي إلى التهرب منها أو التقليل منها أو إخفائها. وأول مثال لذلك هي بريطانيا التي طبقت في القرن التاسع عشر حالة الأشخاص المعنويين ذوي المسؤولية المحدودة. ومنذ ذلك الحين وأوسع استراتيجية انتشارا للتقليل من العبء الضريبي هي التمييز بين ضرائب الأشخاص المعنويين والطبيعيين.
ومما لم يتبين في وسائل الإعلام هو غياب أي اسم من أسماء السياسيين الأمريكان في وثائق باناما. فما السبب؟ ربما يعود إلى ملك الولايات المتحدة ثلاث ولايات أوف شور؟
وإن السؤال الأخير لسؤال ساخر، فالحقيقة في غير ذلك، ويمكنك الكشف عنها بنفسك. فلن تخاطر بنفسك إذا شاركت في هذه المهزلة.
*التعليق المنشور يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الميديا
نتيجة الانتخابات الرئاسية ستكون في المحكمة الدستورية وليس عبر صناديق الاقتراع، توقع الباحث الاجتماعي أنطوني غالبوف. ويرى أن وراء النصوص المثيرة للجدل في قانون الانتخابات جهود تستهدف لنقل الانطباع بأن التصويت مشكك فيه. المحكمة الدستورية ليس لديه..
في قمة الأسبوع الماضي، لم يتوصل الاتحاد الأوروبي الى اتفاق على اتفاقية التجارة الحرة مع كندا / سيتا /. وقد سحبت بلغاريا ورومانيا تحفظاتها له في مقابل ضمانات من كندا أنه في عام 2017 سيلغى نظام التأشيرات لمواطنيها، لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود..
اليوم، في اليوم الثالث منذ قطع البرلمان عطلته الانتخابية من أجل التغيرات الجديدة في قانون الانتخابات، تواصل اللجنة القانونية في المجلس التشريعي لمناقشتها. كان القانون قداعتمد قبل بضعة أشهر على حساب تنازلات حادة بين الحكومة وهم لا يخفون أن اليوم يغيرونه..